Jordan Forex Academy

ما هو الانكماش المالي (Deflation)؟

أسبابه، أنواعه، وتأثيره الاقتصادي وعلاقته بالركود والكساد

الانكماش المالي هو أحد المراحل الطبيعية في الدورة الاقتصادية، ويُعرف بحدوث انخفاض ملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي لفترتين متتاليتين (ربعين ماليين)، نتيجة تراجع الطلب الكلي على السلع والخدمات.
بمعنى آخر، هو انخفاض عام ومستمر في مستويات الأسعار ضمن مختلف قطاعات الاقتصاد، ما يؤدي إلى ارتفاع في القوة الشرائية للنقود، أي أن المستهلك يصبح قادراً على شراء المزيد بنفس القيمة المالية السابقة.

يحدث الانكماش نتيجة ضعف النشاط الاقتصادي، وتراجع الاستهلاك، ونقص السيولة النقدية في الأسواق، وقد يكون أيضاً بسبب المنافسة الحادة بين المنتجين.
ورغم ندرته، يُعد الانكماش أكثر خطورة من التضخم من حيث التأثيرات السلبية.

متى يُطلق على الحالة “انكماشاً”؟

عند تسجيل معدل تضخم سلبي (أقل من 0%)، ما يعني ارتفاع القوة الشرائية للنقود بشكل فعلي.


الأسباب المؤدية للانكماش المالي

الانكماش قد ينشأ بفعل عامل واحد أو مجموعة من العوامل، أبرزها:

  • انخفاض الطلب العالمي على السلع المحلية، ما يؤدي إلى تخزينها وتراجع الأسعار.
  • تراجع تحويلات العاملين بالخارج أو انخفاض إيرادات السياحة.
  • ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل المواد الخام والطاقة المستوردة.
  • انفجار الفقاعات الاقتصادية الناتجة عن المضاربات، كما حدث بأزمة 2008.
  • سياسات التقشف الحكومية، لتقليل عجز الموازنة.
  • تشدد السياسات النقدية من قبل البنوك المركزية بهدف ضبط الأسعار.

أنواع الانكماش المالي

1. انكماش الدين

يحدث عندما تحاول الدولة دفع عجلة التنمية دون إحداث تضخم، من خلال بيع السندات أو الأوراق المالية، مما يؤدي إلى تراجع السيولة البنكية ويحد من القدرة على الإقراض، وبالتالي يتقلص الإنفاق والاستثمار.
في كثير من الحالات، تضطر الحكومات للاقتراض المباشر من المصارف دون إصدار سندات، ما يعمّق الأزمة.

2. انكماش النمو

ينتج عن التقدم التكنولوجي الذي يقلل من تكلفة الإنتاج الحقيقية، بالإضافة إلى التنافس السعري بين الشركات. يؤدي ذلك إلى انخفاض مستمر في الأسعار، لكنه غالباً يكون مصحوباً بنمو في الطلب بسبب التحسن الإنتاجي.

3. الانكماش النقدي

يحدث عندما يحاول الأفراد والشركات تقليص الإنفاق وزيادة الادخار، مما يؤدي إلى انخفاض في دورة رأس المال وضعف النشاط الاقتصادي.

ملاحظة: مصطلح “الانكماش” مرن من حيث التفسير، وأنواعه تختلف حسب الزاوية الاقتصادية المعتمدة ومسبباته.


التأثيرات الاقتصادية للانكماش

يرى الاقتصاديون أن الانكماش يمثل خطراً أكبر من التضخم، لما له من تداعيات كارثية على الاقتصاد الكلي.
وقد يكون مؤشراً مبكراً على دخول الاقتصاد في مرحلة الكساد، كما حدث في “الكساد الكبير” في ثلاثينيات القرن الماضي، والذي خلّف آثاراً اقتصادية واجتماعية مدمّرة.

في حالة اقتراب الاقتصاد من الكساد:

تلجأ السلطات إلى تفعيل سياسات تحفيزية، منها:

من جانب البنك المركزي:

  • خفض أسعار الفائدة لتشجيع الاقتراض والاستثمار.
  • شراء السندات الحكومية لزيادة ضخ السيولة في السوق.
  • برامج التيسير الكمي لتحفيز الإنفاق الاستهلاكي والإنتاجي.

من جانب الحكومة:

  • خفض الضرائب لزيادة الدخل المتاح.
  • زيادة الإنفاق العام حتى لو نتج عنه عجز مرحلي في الميزانية.

الهدف من هذه السياسات هو ضخ المزيد من السيولة وتحفيز الطلب، وبالتالي عودة الاقتصاد إلى النمو الطبيعي.

الراعي الرسمي للمتداولين العرب
$