Jordan Forex Academy

بدأت ملامح التحليل الفني في الظهور منتصف القرن السابع عشر في الأسواق الآسيوية، وتحديدًا عبر تطور الشموع اليابانية التي أصبحت أداة أساسية لقراءة حركة الأسعار. وفي أوائل القرن العشرين، وتحديدًا في العشرينيات، صدرت العديد من المؤلفات التي تناولت نظريات التحليل الفني وأساليب التنبؤ بحركة الأسعار، وكان أبرزها كتاب “التحليل الفني للأسواق” للمؤلفين روبرت إدواردز وجون ماجي عام 1948، والذي وضع الأساس العلمي الحديث للتحليل الفني من خلال التركيز على دراسة الاتجاهات وأنماط الرسوم البيانية، وما زال مرجعًا مهمًا حتى اليوم.

في تلك الفترة، كان غياب التكنولوجيا الحاسوبية يحصر عمل المحللين الفنيين في قراءة وتحليل الرسوم البيانية ورقيًا، وهو ما كان يتطلب جهدًا ذهنيًا كبيرًا ويحد من الإبداع في تتبع أنماط الأسعار.


المبادئ الأساسية للتحليل الفني في سوق الفوركس

رغم أن جميع أنواع التحليل (فني، أساسي، إلخ) تتفق على أهمية العرض والطلب كمحرك رئيسي للأسواق، فإن التحليل الفني يتميز بتركيزه على البيانات التاريخية للحركة السعرية وأنماط التداول، بدلًا من العوامل الاقتصادية أو السياسية المباشرة. ويعتمد على فرضية أن حركة الأسعار تميل لتكرار نفسها نتيجة السلوك الجمعي للمتداولين.

1. التاريخ يعيد نفسه

يستند التحليل الفني إلى أن سلوك المتداولين في الماضي يميل للتكرار في مواقف مشابهة، مما يسمح برصد أنماط معينة على الرسوم البيانية يمكن استغلالها لاتخاذ قرارات تداول.

2. الأسعار تتحرك في اتجاهات

يتحرك السوق في ثلاثة أشكال رئيسية:

  • اتجاه صاعد
  • اتجاه هابط
  • حركة جانبية (بدون اتجاه واضح)

عند تحديد الاتجاه، يبني المتداول قراراته بما يتماشى مع المسار السعري السائد، مع مراقبة أي إشارات قد تدل على تغيره.

3. الاتجاهات تميل إلى الاستمرار

أحد أشهر مبادئ التحليل الفني هو أن “الاتجاه صديق المتداول”، بمعنى أن الحركة السعريّة غالبًا ما تستمر في نفس المسار بدلًا من الانعكاس المفاجئ.

4. الحركة السعرية مرآة الاقتصاد

رغم أن التحليل الفني لا يغوص في تفاصيل الأحداث الاقتصادية والسياسية كما يفعل التحليل الأساسي، إلا أنه يعكس تأثير هذه الأحداث على شكل أنماط واتجاهات واضحة في الرسم البياني.


الفلسفة التي يقوم عليها التحليل الفني

الفلسفة الجوهرية للتحليل الفني لا تقتصر على تحقيق الأرباح فقط، بل تركز على وضع سياسات تداول وإدارة مخاطر فعّالة. من خلال تحليل حركة الأسعار وتحديد مستويات الدعم والمقاومة، يمكن للمتداول:

  • اختيار أفضل نقاط الدخول والخروج
  • تحديد مستويات إيقاف الخسائر وجني الأرباح
  • بناء استراتيجيات لإدارة رأس المال وحماية الاستثمار

هذه الرؤية الشمولية تمنح التحليل الفني قدرة مميزة على دمج التوقعات السعرية مع خطط إدارة المخاطر.


التحليل الفني أم التحليل الأساسي؟

  • التحليل الفني: يعتمد على دراسة العلاقة بين السعر والزمن باستخدام الرسوم البيانية والمؤشرات، وهو أقل تعقيدًا من التحليل الأساسي ويعتمد على أدوات مرئية مباشرة.
  • التحليل الأساسي: يركز على دراسة العوامل الاقتصادية والسياسية والأحداث الكبرى التي تؤثر على حركة الأسعار، مثل البيانات الاقتصادية، الكوارث، الحروب، والسياسات النقدية.

النتيجة المثالية لا تأتي من الاكتفاء بأحدهما، بل من الدمج بين التحليلين الفني والأساسي، حيث يكمّل كل منهما الآخر في تقديم رؤية أوضح للسوق.

الراعي الرسمي للمتداولين العرب
$